الأحد، أكتوبر 05، 2008

كن كما تريد .. ليس كما يريدك الآخرون





لعل عنوان الموضوع مبهم وواسع التأويل ، ويمكن تطبيقه على كل شئ في حياتنا اليومية

تقريباً،
لكن طرحي اليوم سيكون من جهة أعمق ليس من الناحية الفردية لكل شخص،

سأحاول تطبيق هذه
المقولة علينا كأمة بأسرها ، أقصد العرب والأمة إسلامية على نطاق

أوسع،لو دققنا في معاني هذه
المقولة لرأينا أنها مجرد نكتة تستدعي البكاء لا الضحك،

فحالنا اليوم هو كما يريده الآخرون وليس
كما نريد نحن.

ما حفزني على كتابة هذا الموضوع الطرح الذي أثاره الداعية الإسلامي أ. عمرو خالد

في برنامجه
الرمضاني ( قصص القرآن ) ولعل من أهم القصص التي سردها قصة ذو

القرنين، و كيف أن هذا
النموذج العظيم يروي لنا أمجاد الماضي ، لن أدخل في تفاصيل

القصة فليس المحل محلها ، لكن
أحاول استقاء العبرة منها.

كيف استطاع ذو القرنين بناء ما بنى وإنجاز ما أنجز ؟

اقتنعت بالإجابة التي وردت في سياق الحلقة ورغم بساطتها إلا أنها مفتاح كل شئ


(
الإرادة والتصميم )

إرادة + تعاون = إنجاز



هذه هي المعادلة الذهبية والتي عن طريقها نستعيد أمجادنا وننهي بها عصر التبعية ،

هذه التبعية التي شملت كل شئ تقريباً،
أبسطها ولعل أخطرها التبعية التقنية والتكنولوجية،

فرقابنا معلقة برضا الشركات الكبرى ، على سبيل المثال ، ألم تفكر يوماً ما وأنت تتصفح

الشبكة أو تتعامل مع جهاز الحاسب بشكل عام ماذا لو قمنا بتصنيع حواسيبنا بأنفسنا ماذا لو

صممنا وبرمجنا
متصفحات الشبكة بأنفسنا وباللغة العربية
، لماذا نعيش تبعاً لمصممي

المواقع والبرامج حتى يتكرموا علينا ويقوموا بترجمة
كل شئ للعربية بعد مرور زمن

على الإصدار؟ لعل بعضكم يجد كلامي غير عملي أو غير منطقي أو أنه لا يستدعي كل

هذه
الهالة ، لكن لو فكرنا للحظة لأحسسنا بالمهانة والذل ونحن ننتظر أن يلتفت إلينا

ويترجم لنا كل شئ أو أن تكون مجبراً على
التعامل مع منتجاتهم كما هي....تخيلوا معي

أن يكون هناك متصفح عربي بالكامل شبيهاً بالاكسبلورر أو الفير فوكس ، أو
ويندوز مثلاُ..

شئ يدعو للفخر أليس كذلك !!!


وأمثلة أخرى كثيرة شملت السيارات والهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية المختلفة

بل حتى الملابس ، فجودة صناعاتنا
لاترقى للمنافسة، تخيلوا أننا من ينتج وأن الغرب هو

من يستورد ملابسنا .. حلم جميل لما لا يتحقق، ولكم أن تتخيلوا لو منعت
عنا هذه

المنتجات كيف لحياتنا أن تتوقف ..أليست مأساة !!


الحديث ذو شجون والواقع مؤلم ..فنحن مبهورون بكل ما يأتينا من الغرب..لكن من نحن؟

ماذا سيذكر عنا من سيأتي بعدنا ؟
لا شئ
مجرد مستهلكين تبع لا نملك ناقة ولا جمل في

تدبير أبسط أمور حياتنا ...

الحل في عبر الماضي ... فهي لا تسرد لمجرد السرد والوقوف على الأطلال ... ففي يوم

من الأيام كنا خير أمة ويشهد لنا في العالم كله بالعلم والحضارة والثقافة.لقد أضعنا كل شئ..

لكن أما آن لنا أن نسترجع ما ضاع منا ؟؟

الحلقة المفقودة هي الإرادة ، فعقولنا كعقولهم ونحن بشر مثلهم لا يزيدون عنا بشئ ...

لكن تصميمهم وعزيمتهم هي التي أوصلتهم إلى ما هم فيه بل إننا إن نهجنا نهجهم سنكون

أفضل منهم بديننا وتقاليدنا.

قد يقول بعضكم ليس تعليمنا كتعليمهم ، وليست إمكاناتنا كإمكاناتهم .. لكن ألم يبدأ عملهم

من نقطة الصفر ؟ كل شئ يبدأ صغيراً متواضعاً ثم يربو ويكبرـ ولا شئ مستحيل في هذه

الحياة.

أعجبتني جملة قالها أ. عمرو خالد : ليس المهم أن نصنع شيئاً الآن ، المهم أن نضع

الأسس ونسلم اللواء لمن يأتي بعدنا..

أعتقد أني أطلت عليكم الحديث، لكن وضعنا المزري يتدهور يوماً بعد يوم ، والعالم كل

يوم يتقدم خطوة ، ونحن نتراجع مئــة خطـــوة..


ألم يأن لنا أن نبدأ ؟ فليبدأ كل منا بنفسه بما يملك من إمكانات وأنا مؤمنة بأن ذلك اليوم

الذي نعود فيه كراماً أعزاء سيأتي مهما
طال الزمن..



دمتم بود ,,,,

Hend

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات: